صاحب أكبر أرشيف للثورة السورية يتحدث لمسك عن تجربته

أحد أبرز المواد الأساسية الموجودة في المناهج الدراسية منذ المرحلة الأساسية، وحتى الثانوية هي مادة التاريخ، تلك المادة التي تعج بالأحداث والصور المأخوذة منذ بداية التأريخ حتى اللحظة. كثيرة هي الأحداث التي عاشها أجدادنا، ونحن اليوم نتلقاها كتاريخ، وبعض ذلك التاريخ علينا أن نحفظه عن ظهر قلب أحيانا.

ليس أجدادنا من عاش أحداث كانت بحاجة للتوثيق فقط، نحن الآن، وفي كل لحظة نعيش حدث جديد يتوجب توثيقه اليوم ليكون التاريخ غدا، ويدرسه أبناءنا وأحفادنا. ولولا التوثيق لم نعلم ماضينا وتاريخنا الذي يشكل حاضرنا وعلى أساسه نبني مستقبلنا. فمن الذي يقوم بالتوثيق وكيف توثق الأحداث، وكيف تحفظ وتنقل وتسجل لتصبح كتب نقرأها اليوم ومناهج دراسية امتحانات واختبارات مدرسية؟

تعد الثورة السورية من أبرز الأحداث التي مرت، وعصفت بالأمة ذلك الحدث الذي قلب الكثير من الموازين في الشرق الأوسط وصولا الى أوروبا، وما زال مستمرا حتى اليوم خلف هذا الحدث كثير من الشهداء الأسرى المهجرين، واللاجئين ناهيك عن التدمير والخراب الذي حل. هذا الحدث الذي فقد فيه أشخاص وصور وشواهد، كان ومازال بحاجة للتوثيق الشديد في ظل التعتيم والتضليل الحاصل.

من أبرز الموثقين لهذه الثورة الاستاذ تامر التركماني الذي اختار الانشقاق عن الجيش السوري عندما قامت الثورة السورية ليتوجه الى مدينة درعا، ويعمل هناك كمصور، وموثق لأحداث الثورة.  حيث استمر لمدة 7 أشهر في مدينة درعا بالتحديد، بتصوير الاشتباكات والانتهاكات الويلات التي كانت تقع على مدينة درعا خاصة، وسوريا عامة آنذاك.

وفي عام 2014 قام بإنجاز أطول لوحة تضم صورا توثيق الثورة السورية، والتي منع عرضها في بعض الدول العربية، حتى تم عرضها أخيرا في واشنطن عام 2015 أمام البيت الأبيض ساعيا بذلك إلى نقل، وايصال صورة الأحداث التي كانت تجري في سوريا جراء الثورة، وحفظ هذه الأحداث بصورة عالمية خارج حدود سوريا خصوصا في ظل التضليل الإعلامي الذي كان يحصل آنذاك، وما زال حتى اللحظة.

كما قال الاستاذ تامر أنه كان في البداية يؤرشف ملفات وصور الشهداء السوريين كيلا يصبحوا مجرد أرقام وربما مغلوطة، وبعد ذلك امتد العمل إلى توثيق وأرشفة فيديوهات فيما يخص كل شهيد وطريقة استشهاده وعلاقته بالثورة.

وأكد أن الأرشفة على أهميتها العظمى تزداد أهميتها وخصوصيتها عند الحديث عن الثورة السورية حيث أن هذه الثورة تواجه عمليات تضليل واسعة وتشويه من قبل النظام، ففي الوقت الذي يقوم شخص مثل تامر بالأرشفة يقوم النظام ويسعى ويعمل على حذف أي مقطع يخص الثورة، بل ويعمل على ملاحقة الموثقين. وهو بذلك يعمل على محو أجزاء من التاريخ فالتاريخ قصص حقيقية تحتاج إلى صور، ومشاهد يمكن عرضها لتكون أكثر مصداقية.

الاستاذ تامر اليوم وعلى مدار 11 عام يعمل على توثيق أكثر من صور الشهداء، حيث أنه يحاول تجميع كافة الصور والفيديوهات الممكنة فيما يخص الثورة السورية، وأحيانا يعمل على متابعة أشخاص قد يمتلكون صور ومواد توثق الثورة، وكذلك يعمل على أخذ شهاداتهم. وأيضا يؤكد على رفضه لبيع هذه المواد بأي شكل من الأشكال في سبيل تمييع الثورة أو توجيهها لأي اتجاه كان.

 

يمكنكم معرفة المزيد عبر الرابط التالي :

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.