سلوكيا وجسدياً.. مفهوم النظرة الجديدة للحياة بعد سن الأربعين

كثير من الناس ينهي دراسته في بداية العشرينات، ويجد فرصة العمل الذهبية بعد فترة، وفي أواخر العشرينات يبدأ بتكوين أسرته، ويكون لديه 3 أطفال على الأقل في نهاية الثلاثينات، ولو سألته ماذا ستفعل بعد ذلك سيقول لك أن عهده انتهى فسن الأربعين بداية النهاية حيث أن الطريق الذي بدأه قبل 20 عام سينتهي بعد بضع سنوات بالتقاعد، حيث أنه وبتقديره “انتهى زمانه”. آخرين لا يدركون أو يتداركون مرور الوقت عليهم وتعاقب السنون، وما أن يدخلوا في الأربعينيات من العمر حتى يتداركوا السنوات التي مرت عليهم، وهم يركضون خلف أرزاقهم وأولادهم دون الانتباه لنفسهم، و تحضيرها للمرحلة القادمة.

يقول الدكتور محمد الطباع الذي يروي تجربته مع سن الأربعين انه ادرك دخوله في الأربعين، وهو ليس بسن شيخوخة أو هرم، أدرك ان جسده بدأ يهرم بعد إهماله للرياضة لسنوات على الرغم من أن العشرينات كانت بالنسبة له مرحلة ذهبية للرياضة، والقوة مما دفعه لاتخاذ قرار جديد تجاه نفسه، وجسده. أضاف الدكتور الطباع في هذا السياق أن ثقافة المجتمع العربي تجعل الرجال خصوصا يدخلون في مرحلة خمول جسدي، وإهمال لصحتهم و أجسادهم بعد سن الأربعينات، فعندما يكون الكرش بالنسبة لرجل عربي في الاربعينات “وجاهة وهيبة”، وأمر طبيعي لن يدفعه ذلك إلى الاهتمام بجسده كثيرا بل سيزيد من إهماله لنفسه، على الرغم من أنه ذات الشخص الذي كان ممشوق الجسد، وبصحة قوية قبل عشرين عام.

نوه أيضا أن هذه السن مرحلة جديدة يدخل بها الجسم حيث أن إهمال الجسد في هذه الفترة من العمر سيء للغاية لأن المناعة بطبيعتها تبدأ بالضعف في هذه الفترة، والجسد يستجيب للهرم أكثر من الفترات السابقة مما يستدعي الاهتمام بالغذاء والرياضة بشكل أكبر من السنوات السابقة للحفاظ على الصحة، والقوة، والمناعة، و بناء جسد يستطيع التغلب على الشيخوخة المبكرة، ومسبباتها.

في هذا السياق يجدر استذكار سيرة أعظم رجل مر في التاريخ وهو سيدنا محمد (صلى الله عليه و سلم) حيث أنه بدأ حياته الفعلية و الحقيقة في سن الاربعين وبدأ بمقارعة الحياة، وتحمل ويلاتها في سبيل تحقيق دعوته، وأهدافه التي أرسل بها من السماء في سن الأربعين وهو الذي هاجر من في سن ال 53، وفتح مكة وبدأ بفتح بلاد المسلمين في 61، مشيرا لنا أن الأربعين مرحلة جديدة وبداية جديدة لا نهاية محطة أخيرة من العمر.

وفي عالم آخر وموازي عرضت عدة مقالات ومدونات في العلوم الإنسانية أن الناس في اليابان يبدؤون بالتفرغ لحياتهم ابتداءً سن الاربعين، حيث يسمونه المرحلة الذهبية، فبعد تكوين أسرتهم، وتكبير أبناءهم، وصولهم لمرحلة التقاعد يرون أنها أنسب فترة ومرحلة للتفرغ للذات، والاهتمام بها، وبصحتهم بعد سنوات من التعب، والعمل، والتربية.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.