هواية جمع الآثار حولت منزله إلى متحف يسمى اليوم بمغارة اوسكودار

“لم أستطع في البداية الإعتياد على هذه الفوضى، ولكن في ما بعد أدركت أهميتها، وصارت جزء مني تماما كما هي جزء من زوجي”. هكذا ردت زوجة السيد أحمد أوزجان هاوي جمع الأنتيكا والأثار والذي أنتهى حاله بأن يصبح بيته عبارة عن متحف أو كما هو متعارف عليه في اسطنول “مغارة اوسكدار”.

السيد أحمد أوزجان، والذي أصله من مدينة طرابزون، ويقيم حاليا مع عائلته في اسطنول يقول “أن حبه للماضي والحنين الدائم له وإجتماع هوايته في جمع الأثار والأنتيكا حتى أصبحت مرض كما يصفه هو أحيانا أو عشق مبالغ فيه جعله يحافظ على كل أرث عائلي حصل عليه إبتداءا من الصور والأدوات الشخصية وصولا إلى الأطراف الصناعية التي قد تمتد لأحد أفراد عائلته”.

في بيت السيد اوزجان لن تجد زاوية فارغة فالجدران ملئية بالصور القديمة والحديثة و التي تحتوي أشخاص قد يصلوا إلى العرق السابع لشجرة السيد اوزجان. حتى المقاعد التي قد يجلس عليها زوار السيد أحمد هي أيضا جزء من الآثار والمقتنيات التاريخية التي جمعها أو ورثها عن عائلته منها المزخرف بالزمرد وأخرى تحتوي نقوش أسيوية أو شرقية أو حتى غربية. وفي زاوية أخرى قد تجد سيوف وحرب تعود إلى شخصيات عثمانية أو حضارات أقدم من ذلك. ومن بين هذه الصور والتحف و الإكسسوارات قد تجد بعض الرموز الغريبة بعض الشيء فقد روى السيد اوزجان “أن أعظم قطعة حصل عليها حتى الآن ومازال يحتفظ بها داخل صندوق زجاجي يبلغ طولة المتر والنصف متر تقريبا هي قدم إصطناعية تعود لجده الذي حارب في الحرب العالمية الأولى وعندما فقد قدمه في الحرب ووقع أسيرا لدى روسيا صنع بأدوات أولية قدما اصطناعية من الخشب والنحاس ليكمل بها حياته”، وعند موته أحتفظ بها السيد اوزجان. من جانب آخر قد تجد أيضا علب الموسيقى وأدوات طهي والكثير من العجائب و الغرائب التي قد يصل عمرها إلى مئات السنين.

أم عن عائلة السيد أوزجان فعندما قرر السيد اوجان الإرتباط لم تتقبل زوجته في البداية شكل المنزل الذي يعج بالأنتيكا، والتي لطالما حاولت جاهدة أن تقنع زوجها السيد اوجان أن يتنازل عن بعض المقتنيات، ولكنه رفض، وهي بدورها عندما تغضب كانت تهدد زوجها (السيد أحمد اوزجان) بأنها سترمي جميع المقتنيات، ولكن فيما بعد إعتادت عليها بل أصبحت تدرك أهميتها، “وأنها جزء لا يتجزء من المجتمع وليس من بيتها وشخصية زوجها وحسب فالتاريخ وكل ما ينتمي له يجب أن يتم الحفاظ عليه” على حد تعبيرها.

أما الإبن الأكبر للسيد أوزجان والذي ترعر في هذا البيت أو هذا المتحف، فعندما قرر أن يرتبط هو الآخر لم يستطع أن يصف ماهية منزل عائلته لزوجته التي لم تصدق أو لم تستوعب فكرة كون المنزل متحف حتى رأت بعينها لتتعجب وتُعجب هي الأخرى بهذا الكم من العراقة والتاريخ الذي يجتمع في مكان واحد. أما عن الزوار فيرحب السيد أوزجان بكل الناس لزيارته بيته الذي يفخر به بل ويعشق كل جزء فيه.

 

وأنت هل تمتلك هذه الهواية؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.