هل تسعى أنقرة لتحتل مرتبة متقدمة بالعالم في صناعة السفن الحربية؟

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2019-09-30 06:30:25Z | |

عملت الدولة التركية في وتيرة مستارعة جدًا لبناء قدراتها العسكرية بالاعتماد على التصنيع المحلي، بعد أن كانت تعتمد في أوقات سابقة على عقد صفقات أسلحة من الخارج.

حيث بذلت تركيا خلال السنوات الأخيرة الماضية إلى رفع مستوى قدراتها العسكرية “الهجومية والدافعية”، فكان أخر إنجازاتها إنتاج الجيل الثاني من مدفعية العاصفة “T155″، وإجراء اختبارات على الطائرة المسيرة “بيرقدار أكينجي”.

الإنجازات التركية لم تتوقف إلى هذا الحد، بل واصلت أنقرة إلى رفع مستوى قواتها البحرية إلى مستوى يمكن أن تنافس فيه القوى العالمية وخاصة في ظل ما يشهده الشرق الأوسط من توترات.

وتسعى تركيا خلال السنوات الاخيرة إلى انتاج السفن الحربية التي تحمي سواحلها أو تبحر في المياه الدولية، كما وتخطط إلى الاعتماد على الصناعات العسكرية المحلية والوصول إلى الاكتفاء الذاتي في الأمور العسكرية.

وبعد تحقيق تركيا نجاحا كبيرًا في صانعة السفن ما جلعها تصدرها للدول الأخرى، حيث قال مدير عام شركة “تكنولوجيات الدفاع للهندسة والتجارة” المحدودة المعروفة اختصارا بـ(سي تي إم)، “داود يلماز”، إن “إنشاء وتصدير سفينة إمدادات عسكرية لقوات البحرية الباكستانية، بمشاركة 20 شركة تركية معها، يُعتبر أكبر صادرات عسكرية، تُصدر دفعة واحدة، في تاريخ الصناعات العسكرية التركية.

وأوضح “يلماز أن تلك الصادرات مؤشر على المستوى الذي وصلت إليه تركيا في مجال صناعة السفن العسكرية، مشيراً أن سفينة الإمدادات المذكورة أنشأت خلال فترة قصيرة وقبل المدة المحددة لها حيث استغرق بناؤها منذ وضع قواعدها لغاية انتهائها ثلاثة سنوات.

وأضاف أن “مشروع بناء سفينة الإمدادات العسكرية لصالح البحرية الباكستانية، يعد أول مشروع للخارج بهذا الحجم”، وتابع “فنحن نقوم بالتصميم، وتوفير المعدات، ونصنّعها لدول أخرى، وإن سفينة الإمدادات العسكرية تعد مؤشراً مهماً بالنسبة لتلك المراحل”.

وكانت باكستان أنزلت الى البحر سفينة إمدادات عسكرية مصنعة بشكل رئيسي من قبل شركة “تكنولوجيات الدفاع للهندسة والتجارة” المحدودة التركية، وذلك في إطار احتفالات الذكرى الـ 70 ليوم الاستقلال الذي يصادف الرابع عشر من شهر أغسطس/ آب من كل عام.

وتعد شركة (سي تي إم) أكبر شركة تركية في مجال هندسة السفن العسكرية، حيث يعمل فيها 150 مهندساً، كما تعمل الشركة إلى بناء غواصات حربية وسفن حربية.

وتحاول تركيا، التي تسعى لفرض سيطرتها كقوة عظمى في الشرق الأوسط، وتصدرها ضمن الدول الكبرى في إنتاج الأسلحة، من خلال تحقيق أهدافها التي توعد بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فور توليه منصب رئاسة البلاد بأن تركيا ستصل في العام 2023 للاكتفاء الذاتي في تصنيع الأسلحة وتصديرها لدول العالم.

ويبدو واضحًا بأن تركيا بدأ في تطبيق رؤيتها في جعل أنقرة أقل اعتمادًا على الأسلحة والتكنولوجيا الأجنبية،

وحتى هذا العام فإن البحرية التركية تمتلك 112 سفينة عسكرية، لكنها تعمل على إضافة 24 سفينة جديدة، من بينها أربع فرقاطات، قبل حلول الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية في عام 2023.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.