هروب الأزواج من المنازل.. هل هو خطأ الزوجة؟

العلاقة الزوجية حيرت كثير من علماء سواء علماء العلوم الإنسانية، أو حتى علماء الفيزياء والكيمياء في سبيل الوصول للشكل المثالي لها من الحب و المودة والتفاهم والانسجام، وكتب في هذا السياق الكثير من كتب التي لا تعد ولا تحصى، وأقيمت الندوات، والدورات التدريبية والتوعوية، حتى أن بعض الأزواج أحدهما أو كلاهما قد يدفع أموال طائلة في سبيل البحث عن الراحة في حياته الزوجية. البعض الأخر وخصوصا في أوروبا يلجئون إلى أطباء أو استشاريين نفسيين و أسريين لمحاولة خل الخلافات وإيجاد قاعدة ثابتة لحل المشاكل والعيش بسلام.

أحد أبرز الخلافات التي قد يعاني منها الزوجين وتشتكي منها الزوجة بشكل أكبر هي هروب الزوج من البيت كما يصف البعض أو عدم جلوسه بالبيت وقضاء معظم وقتهم في الخارج. تقول الدكتورة رقية دوامة مدربة تطوير ذات وسلوك مجتمع، أنه وقبل أي شيء يعاني أغلب الأزواج مشكلة في حب السيطرة داخل هذه العلاقة فالرجل يعتبر أنه يجب أن يكون المسيطر والمرأة تحاول هي فرض قراراتها وسيطرتها، وهذا الخلاف الأول والأساسي، حيث أن العلاقة الزوجية، كما وصفت الدكتورة رقية كالمركب يجدف فيه كلا الزوجين، ولو حاول أحدهم السيطرة قد يختل القارب، ولكن حين يجدفون ذات القوة والسرعة و التوازن يظل القارب متزن وثابت وأضافت في ذات السياق الأستاذة لمى دعدوش المدربة في التنمية البشرية والاستشارية الأسرية أن العلاقة الزوجية هي علاقة تكاملية لا يجدر أن يسعى فيها أحد لأن يطغى طرف على الآخر لان ذلك سيخل بالتوازن والانسجام إنما التشاركية والاتفاق هي الحل الأمثل.

وفيما يخص خروج الزوج من البيت أغلب الأوقات رأت دكتورة رقية التي تطرقت الى الأسباب التي قد تكون من جانب المرأة في هروب الرجل من البيت  أن غالب النساء يظنون أن ترتيب المنزل والمحافظة على نظافته هدوءه مثلا أمر كافي لجلوس الزوج في البيت، ولكن هن لا يفهمن نفسية الرجل الحقيقية ولا يقرأن قلبه وتفكيره، فقد يكون للرجل تطلعات أخرى قد تتمحور حول حبه لمشاهدة دوري الكرة بصوت مرتفع مثلا، في الوقت الذي ترى المرأة هذه الرغبة تافهة.

في حين نظرت الأستاذة لمى بشكل شمولي أكثر لكلا الزوجين حيث قالت أن السبب الدائم، والمسبب لا يمكن أكون على عاتق الزوجة دوما وكذلك فيما يخص الزوج إنما كلاهما مشتركان في أي خلل يمس هذه العلاقة من خلال احتواء كلا الطرفين لبعضهم البعض والمشكلة ذاتها لحلها من جذرها، فقد تكون المرة تحاول فعل كل ما بوسعها ولكنها لا تفهم الرجل، وهو كذلك لا يفهمها فتظل هناك نقاط عالقة لن تحل إلا بالتفاهم المباشر.

وتم التأكيد أيضا أن مشكلة عدم التفاهم وحب السيطرة المذكور سابقا  قد تكون أحيانا من المجتمع المحيط الذي يحاول التأثير على أحد الزوجين بأفكار سلبية بضرورة السيطرة من اليوم الأول أو عبر ملاحظة الزوجين قبل الزواج أو بعده لنماذج عانت من الفشل والتالي يصبح لديهم ردة فعل عكسية ومغلوطة عن طريقة التعامل الصحيحة. وأخيرا كما على الزوجة احتواء زوجها وجعل البيت مكان جاذب لا منفر له، عليه هو أيضا أن يتفهمها، ويحتويها حتى تستطيع تفهمه هي بدورها، فكما يعمل هو  طيلة النهار لا ترتاح هي أيضا في سبيل الحفاظ على المنزل وأداء واجباتها فيه.

: يمكنكم متابعة الحوار كامل في برنامج حلوة الحياة عبر اذاعة مسك اف ام من خلال الرابط التالي  

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.