سكة الحديد الأولى من نوعها في الشرق الأوسط تربط بين العراق وتركيا

قديما في عصر الإمبراطوريات كانت الحدود المرسومة أكبر بكثير من هذه المرسومة حاليا بين الدولة والأخرى، وكان التنقل يمتد لمسافات أكبر بكثير، وضمن إجرارات أقل وأسهل من هذه الموجودة في وقتنا الحالي. ويذكر أن أخر هذه الإمبراطوريات التي هدمت لينشأ بعدها نظام سياسي، وحدود سياسية جديدة كانت الإمبروطورية العثمانية، التي حكمت ثلث العالم تقريبا في آن واحد، وربطت الشرق بالغرب بسكك حديدة مختلفة يتنقل من خلالها رعايا الدولة العثمانية من الشام إلى العراق إلى مصر بشكل مباشر. ولكن الماضي قد يعيد نفسه من جديد بصورة أو بأخرى دون سلطة أو حروب إنما من خلال التعاون والإتفاقيات. فاليوم نرى دول الإتحاد الاوروبي مربوطة بعضها ببعض بقطار واحد بعد سقوط الحدود السياسية بينها لتظل الحدود الدبلوماسية وحسب.

ليس الإتحاد الاوروبي وحسب، تركيا والعراق اليوم يسعيان إلى تطبيق ذات المنهج من خلال إتفاق بين الحكومتين لإنشاء سكة حديد تربط العراق بتركيا.

حيث قال نجم الجبوري محافظ نينوى شمالي العراق، كما تم نقله عن وكالة الأناضول التركية، أنه سيتم المباشرة بمد سكة حديد للقطارات بين مدينة الموصل (شمال) وتركيا، في خطة لتخفيف الازدحام الحاصل على الطرق البرية. وأضاف الجبوري أن “الطواقم الهندسية والفنية، بالتعاون مع شركات إعمار هندسية تركية، ستبدأ خلال أيام مد خط حديث لسكة الحديد بين البلدين”. والمشروع، هو الأول من نوعه في مدينة الموصل مركز نينوى، لما تشهده المحافظة من تعاون وتبادل اقتصادي واستثماري كبير مع الجارة تركيا. في حين يذكر أن العرب لا يمتلك العراق أي خط للسكك الحديدية مع أي دول الجوار، ويعتمد في التبادل التجاري على المنافذ الحدودية البرية والبحرية.

وكما وصف موقع TRT بالعربية  أن العلاقات التركية العراقية تحظى بأهمية قصوى منذ سنوات طويلة، باعتبار أن الدولتين الجارتين تتمتعان بخصائص استراتيجية من الناحية السياسية والعسكرية، بالإضافة إلى التعاون الدبلوماسي الخارجي من حيث الاتفاقيات الدولية التي تربط الدولتين، وتقاربهما الحضاري والثقافي.

وتؤدي العوامل الاقتصادية دوراً مهماً متعدد الأبعاد في العلاقات التركية العراقية، حيث الحاجة المتبادلة بين الدولتين. فبالنسبة إلى العراق تشكل تركيا مدخلاً حيوياً لوارداته التجارية ودخول مختلف أنواع البضائع والسلع إلى أسواقه من جهة، ومن جهة أخرى يعتبرها العراق منفذاً مهماً لتصدير نفطه عبر الأراضي التركية بواسطة الأنابيب التي تمر داخلها وصولاً إلى المواني التركية.

حيث أن حجم التبادل التجاري بين تركيا والعراق كما وصفها السفير التركي فاتح يلدز بلغ 15 مليارا و800 مليون دولار في 2019. ويعود حجم التبادل العبير إلى كون تركيا مصدر رئيسي للسلع الواردة إلى العراق، لأسباب مرتبطة بالقرب الجغرافي ما يعني كلفة نقل أقل، وتنافسية أكبر للسلع التركية مع أخرى أجنبية. ويعتبر منفذ إبراهيم الخليل البري بقضاء زاخو التابع لمحافظة دهوك، بإقليم كردستان شمالي العراق، المنفذ الرئيس للتبادل التجاري مع تركيا.

فكيف سيكون حال العلاقات التركية العراقية بعد مد خط سكة الحديد؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.