“العلاج عن بعد”.. الحل الأمثل لمواجهة الأمراض في زمن “كورونا”

في ظل اجتياح فيروس “كورونا” (كوفيد – 19) دول العالم، وسقوطها أمام هذا الضيف الثقيل الذي أجبر أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية على الإلتزام في منازلهم؛ وتكبيدهم خسائر بشرية وإقتصادية  فادحة.

وبدأت دول العالم المتقدمة والمتطورة في قطاع التكنولوجيا، إلى إعادة تشغيل القطاعات التي تعطلت بسبب جائحة “كورونا” وعلى رأسها الخدمات الصحية، والتي جاءت بعد فترة طويلة من امتناع المواطن الذهاب للمستشفيات أو المراكز الصحية خوفًا من إصابته بفيروس “كورونا”.

حيث عملت الدول الأوروبية، وأمريكا، وكذلك بعض الدول العربية، على تطوير الطب بفضل التكنولوجيا المتطورة المتاحة لديها، من خلال “إنشاء تطبيقات صحية رقمية”، وهو ما يعرف بـ”الطب عن بعد”، والذي يعد قفزة نوعية في تطور الطب.

وساهمت هذه التطبيقات في التواصل بين المريض والطبيب، وتقدم الخدمات الصحية له، دون الحاجة إلى الذهاب للمستشفى أو المراكز الصحية، في حال كانت حالته المرضية بسيطة.

ووفق المنظمات الصحية في العالم والخبراء، الذين قالوا :” إن هذه التطبيقات أسهمت في تقديم الإستشارات الطبية للمراجعين عن بعد، فضلاً عن تخفيف العبء عن الكادر الطبي، بتقليص زيارات المرضى للمستشفى، وهي كذلك تعد أكثر أماناً للمرضى”.

“إذعة مسك” نقاشت هذه القضية مع الدكتور محمد الخالد السباعي طبيب في مركز العائلة، الذي قال :” إنه يجب أن تتوفر العديد من العوامل لكي ينجح الطبيب في تقديم الإستشارة الطبية للمريض عن بعد”.

وأوضح الدكتور السباعي، في حديثه خلال استضافته في برنامج “مسك الصباح”، أنه من أهم المعايير المطلوبة، هي أن يتمكن الطبيب من رؤية المريض بشكل واضح ومباشر، ليتمكن من معاينة المريض، وملاحظة الأعراض الظاهرة”.

وكذلك يجب :” أن تتوفر لدى المريض أدوات لقياس الضغط والحرارة، وأن يتسجيب المريض مع الطبيب ويشرح له ما يشعر به، وأن تتوفر لديه بعض التحاليل الطبية التي يطلبها الدكتور” وفق ما نوه به السباعي، لنجاح أي استشارة طبية عن بعد.

وأشار إلى أنه في حال توفرت هذه الأمور لدى المريض، يمكن للطبيب أن يشخص الحالة المرضية بسهولة، وأن يقدم العلاج للمريض، وأن يقدم له نصيحة بالتوجه إلى أقرب مركز صحي أو مستشفى في مكان سكنه في حال كانت الحالة المرضية صعبة.

ولفت الدكتور السباعي، إلى أن هناك العديد من الدول الأوروبية وكذلك أمريكا وبعض الدول العربية، استخدمت هذه التطبيق وحقق نتائج مذهلة في مساعدة الكثير من المرضى، وقدم لهم العلاج والاستشارات الطبية، مشيرًا إلى أن هذه التطبيقات ساعدت العديد من الدول في حل أزماتها الصحية.

وأكد أن نحاج التطبيقات الصحية، أو “العلاج عن بعد” مرتبط في إمكانيات الدولة وتطورها التكنولوجي، وكذلك الحالة العامة التي تعيش بها، خاصة في ظل تفشى فيروس “كورونا”.

وقال الدكتور السباعي :” إن هذه التطبيقات التي انتشرت تعمل من خلال تحميلها على الهواتف، ثم يختار المريض من خلال التطبيق المرض الذي يشكو منه، وثم يعمل التطبيق على حجز موعد مع الدكتور لمقابلته (أون لاين).

وعن مستقبل هذه التطبيقات في السنوات القادمة، رأى الدكتور السباعي، أن أساس مهنة الطب هو أن يتم تشخيص المريض ومعاينته وإجراء الفحوصات الطبية له بشكل مباشر، لكن في ظل وضعنا الحالي وتفشى فيروس كورونا، يمكن لهذه التطبيقات أن تساعد المرضى، وتخفف تكدس المواطنين في المستشفيات.

وفي ظل تفشى فيروس “كورونا” شهدت الخدمات الطبية عن بعد اهتمامًا متزايداً في العالم، فقد خصص الكونجرس الأمريكي 500 مليون دولار، للإستثمار في خدمات “الطبيب عن بعد”، في حين أوصت مراكز صحية في الدول الأوروبية المواطنين بالاعتماد على خدمات “التطبيقات الطبية عن بعد” للحد من انتشار فيروس “كورونا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.