كوثر الخطيب .. شابة تعيد قراءة التاريخ وتصحح المعلومات الخاطئة

Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2015-04-03 22:06:34Z | |

في الدقيقة الواحدة، وحول العالم تحدث مئات الأحداث المؤثرة سواء على الصعيد الإيجابي أو السلبي، قتل أو احياء، دمار أو عمار أو أكبر من ذلك أو أقل، ولكن ما يصل للناس عبر الإعلام ووسائل الاتصال الأخرى لا تتجاوز ال 10% وما يتم تأريخه وحفظة أقل بكثير. والأمر والأسوأ من ذلك هي عمليات التضليل والتحريف التي في أرشفة هذا الجزء البسيط من الأحداث تبعا لسياسات وتوجهات كبرى.

هذا التضليل الذي يحصل في كل ثانية هو أحد أكبر الدوافع الطالبة كوثر الخطيب الباحثة في التاريخ الاسلامي، والتي تبلغ من العمر فقط 16 عام. كوثر الخطيب فتاة سورية تعيش في اسطنبول بدأت رحلتها مع قراءة التاريخ والتاريخ الإسلامي في مرحلة الاعدادية حيث أنها تقول أن كثرة المصائب التي يعيشها العالم الإسلامي والشعوب الإسلامية دفعتها بشكل أساسي ومباشر للبحث في التاريخ والتاريخ الإسلامي، ايمانا منها أن إدراك التاريخ وفهمه هو المفتاح الأساسي لبناء واقع ومستقبل مشرق. حيث أنه ومن خلال اعادة قراءة التاريخ يمكن للأمم إدراك نقاط القوة والضعف التي مرت بها الأمم السابقة، وكيف تم بناء الحضارات وكيف تم بناء أخرى. هذا بشكل عام أما على وجه الخصوص، ذكرت الباحثة كوثر أن الحضارات الاسلامية التي عبرت في التاريخ كان لها تاريخ مشرق بنيت بفضله حضارات أخرى، وفي ذات الوقت جاء الوقت التي اندثرت به هذه الحضارات رقم القوة والنهضة التي كانت تعيشها وتنشرها، وبالتالي، وعبر قراءة المسلمين لتاريخهم سوف يدركون مكامن الضعف والقوة، وكيف يمكنهم من خلال إحياء التاريخ إحياء الأمة بأكملها من جديد.

وفي سياق تضليل وتشويه التاريخ ذكرت كوثر أن قراءتها للتاريخ غيرت كثير من قناعاتها وأفكارها الخاطئة التي كانت قد اكتسبتها بسبب التضليل والتشويه الحاصل للتاريخ، فعلى سيل المثال كانت تؤمن كوثر فيما قبل أن الإمبراطورية العثمانية، والعثمانيين كانوا مجرد غزاة في حين أن هذه الفكرة تغيرت بعد بحثها في التاريخ حيث تبين أنهم كانوا بناة حضارة بالمقام الأول وهذا مثال ضمن أمثلة كثيرة وعديدة منها ما يختص في السيرة الصحابة حتى.

كما أضافت أن التشويه للتاريخ يتم طرق عديدة إما من خلال بعض الكتاب الذين يدسون معلومات خاطئة في كتب التاريخ التي ينشرونها، أو عن طريق الإعلام، وكافة وسائلة القائم على التضليل أو التشويه، فمثلا تعتبر كوثر أن المسلسلات التاريخية، والأفلام التاريخية يستحيل أن تعتمد كمرجع تاريخي أكيد، وضرب مثل من مسلسل أرطغرل الشهير الذي يحتوي على سقطات كبيرة وغير حقيقية.

وقالت أن التغلب على هذا التضليل يتم بإحياء التاريخ بين الشباب وتوعيتهم والبحث والقراءة المستمرة، والناقدة لمقارنة المراجع، وتقصي الحقائق، واستخراج الأخطاء. وفي هذا السياق ذكرت كوثر أنها تقوم، وعلى صعيد شخص على الأقل بنشر محتوى تاريخي عبر صفحاتها على الإعلام الاجتماعي بهدف تصحيح الأحداث ودحض الأكاذيب، ويعتمد محتوها على مراجع قويمة ودقيقة.

وفي الختام تحلم كوثر أن تنشئ مكتبة على الصعيدين الواقعي والافتراضي تحتوي على كتب التاريخ الصحيحة، و المنقحة، وتلاخيص، وشرح التاريخ فيما يفيد الأمة وينهض بها.

 

يمكنكم مشاهدة اللقاء كامل مع الطالبة والباحثة كوثر الخطيب عبر اذاعة مسك من خلال الرابط التالي:

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.